طريقة إنشاء ميزانية شخصية

إنشاء الميزانية هو الخطوة الأولى وربما الأكثر أهمية لتحقيق أهدافك المالية. قد تعمل البرامج الشاملة لتعقب الميزانية أو الجداول الحسابية، مع مراقبتها بدقّة وتحديثها بانتظام، كدليل للتخطيط المالي الصحيح من خلال مساعدتك على تجنب الإنفاق الزائد وتقريبك من تحقيق أهدافك المالية. فيما يلي ست نقاط بسيطة ينبغي الانتباه لها أثناء إنشاء الميزانية.

تطبيق أم جدول حسابي؟

سواء كنت تفضل النهج التقليدي باستخدام القلم والورقة، أو الجداول الحسابية المخصصة أو التطبيقات المفيدة، حدد الطريقة الأنسب لأسلوب حياتك وعاداتك. تستطيع العديد من التطبيقات الوصول إلى حساباتك المصرفية مباشرة، وتكون مجهّزة بميزات سهلة الاستخدام لتصنيف مصاريفك تلقائياً وإصدار تنبيهات فورية عند زيادة الإنفاق. إن كانت مصاريفك تشمل نفقات زوجتك أو أحد أفراد عائلتك، فربما من الأفضل إنشاء ملف إكسل ومشاركته عبر "جوجل درايف"-Google Drive. ومهما كانت أداة الميزانية، ضع نفسك على طريق النجاح عبر استخدام ما يشعرك بالراحة كل يوم.

تتبع كل مصادر الدخل

حدّد دخلك الشهري كفرد أو أسرة. لحسن الحظ، لا توجد ضريبة على الدخل في الإمارات العربية المتحدة حالياً، لذا يمكنك بسهولة التحقق من جميع مصادر دخلك، بما في ذلك الدخل من الوظائف أو الهوايات بدوام جزئي. من المستحسن حساب الدخل الإضافي كالمكافأة السنوية أو الحوافز النقدية بشكل منفصل.

تفقّد جميع المصاريف

ابدأ بإدراج جميع المصاريف، بدءاً من النفقات الثابتة مثل الإيجار أو الرهن العقاري في حال وجوده. بالإضافة إلى الدفعات الكبيرة مثل قرض السيارة، إن وُجد، وضع في اعتبارك جميع المصاريف المتكررة بما في ذلك فواتير الاتصالات والكهرباء. إن كنت توظّف عمالة منزلية، فأضف الراتب الشهري ورسوم التأشيرة. يُنصح أيضاً بمراعاة النفقات السنوية الكبيرة مثل أقساط التأمين والرسوم المدرسية من خلال توزيعها على 12 شهراً. بعد ذلك، احسب المصاريف المتغيرة مثل البنزين وفواتير بطاقات الائتمان ومحلات البقالة وتناول الطعام خارج المنزل. لا تنس المبالغ الصغيرة مثل التكلفة الشهرية لتنظيف سيارتك أو غسيل ملابسك، فالقليل من هنا وهناك يزيد النفقات.

صنّف المصاريف

بمجرد إدراج جميع مصاريفك، من المفيد تصنيف الإنفاق، لمعرفة أين ينبغي إجراء التعديل. يمكنك وضع فئات قدر ما تريد بناءً على أسلوب حياتك. ابدأ بإدراج جميع المصاريف الثابتة مثل فواتير الإيجار والكهرباء والهاتف ضمن المصاريف المنزلية ثم قسّم النفقات المتغيرة إلى فئات فرعية مثل البقالة والترفيه والتسوق.

ضع قائمة بجميع التزاماتك المالية الأخرى، بما في ذلك الاستثمارات

هل لديك قرض تسدد أقساطه في بلدك؟ هل لديك تحويلات شهرية للعائلة أو الأحباب؟ يجب عليك إدراج جميع المصاريف المنتظمة في برنامج تتبع ميزانيتك للحصول على صورة واضحة عن طريقة توزيع أموالك. أضِف الأموال المخصصة للأهداف متوسطة المدى مثل مخصصات الطوارئ، بالإضافة إلى التخطيط المالي طويل الأجل مثل الاستثمارات الشهرية المرتبطة بالتأمين أو مخصصات تعليم الأطفال أو غيرها من المخصصات الاستثمارية في فئة منفصلة. تذكر أن التخطيط للمستقبل أولاً هو القاعدة الذهبية لتحقيق الحرية المالية.

قيّم واضبط

رغم أن بعض التطبيقات قد تساعدك في تحديد الإنفاق الزائد في فئة معينة بسرعة، إلا أنه يجب عليك معاينة جميع المصاريف في نهاية الشهر، والاطلاع عليها كل ثلاثة أو أربعة أشهر لمعرفة أين يمكنك إجراء تغييرات في طريقة إنفاقك. الفكرة العامة هنا هي التمييز بين الأشياء التي تحتاج إليها والأشياء التي تريدها. سيساعدك تحديد الأهداف المتوسطة والطويلة المدى على تقليل المصاريف غير الضرورية. هل تشير فاتورة بطاقتك الائتمانية إلى ارتفاع نفقات الترفيه وتناول الطعام خارج المنزل؟ أو هل تستهلك ديون بطاقتك الائتمانية دخلك الشهري؟ هل سيساعدك اختيار باقة بيانات أرخص أو تقليل شراء الوجبات الجاهزة على سداد بعض ديونك بشكل أسرع؟

انظر إلى الصورة الأشمل

إذا استمرت الأرقام على حالها، فقد تحتاج إلى إعادة حساب مصاريفك الثابتة. قد يؤدي تعديل المصاريف الكبيرة مثل إيجار المنزل أو قرض السيارة أو الرسوم المدرسية إلى التأثير على ميزانيتك بشكل كبير. هل أنت على استعداد لتقليص التكاليف لبضع سنوات كي تتمكن من التوفير لشراء منزل أو سيارة أحلامك؟ إن الانضباط والعيش في حدود إمكانياتك هو الأساس للتخطيط المالي الناجح.

ثابر على طريقتك

الالتزام بالميزانية هو عادة أبدية (وعادة مجزية أيضاً). شجّع أفراد أسرتك على دعمك في تتبع المصاريف والتعاون لتحقيق الأهداف المالية. خطوة بعد خطوة، ويوماً بعد يوم، ستتقن فن العيش بأسلوب مالي صحيح.